حينما نبكي العظماء نتذكر من حسب نفسه عظيما وهو وضيع… ومتى كان موت السجان يحزن السجين..!
لقد قضى هتلر حرقا وشنق موسوليني من قدميه، وسحب القذافي من حفرة مجرور الصرف الصحي
والعصا بقفاه. لقد فرح العالم برحيل جوزيف ستالين ضمنا، وجلبوا له الندابين والنواحين
المأجورين، وتكررت الحالة بأقبح صورها برحيل مقيت الشعب كيم ايل سونغ والبغيض حافظ
أسد، وأُجبر الناس على وصفهم بما ليس فيهم والتظاهر بالحزن عليهم، ونُثرت الورود
وذُرفت دموع التماسيح، كما عوقب كل من أقام حفلا أو عرسا أو لم يظهر قدرا كاف من
الحزن.
يا لسخرية القدر…
بالأمس حزن العالم بأسره وذُرفت دموع الحزن طوعا لرحيل سجين أفريقي أسود اسمه نيلسون مانديلا.
أما اليوم نشاهد أشخاصا من كل الأديان يترحمون على شخص لم يملوا مشاهدته على شاشات
التلفزة الوطنية ويدعون ألهتهم للرفق بروح غابرييل غارسيا ماركيز، ولن يجبرنا أحد
أن نؤجل الأعراس والأفراح.. وقد ترجل العملاق.. فالوداع أيها العظيم.!.