
أحمد طايل….مصر
اليوم نحن بصدد الحديث عن دور النشر ودورها وهدفها الأساسى الذى عهدناه ولمسناه على مدار عقود طويلة، دور النشر التى كان أصحابها ليس لديهم أى إهتمام سوى بالكتابة الجادة والهادفة والتى تحمل رسائل تفيد المجتمع وتغذى العقول وتجعل من الشعوب بصمات خاصة بها، كانوا يلهثون ويبذلون الغالى والنفيس من أجل الوصول لأعمال فكرية ذات قيمة عالية من بلدان أخرى، اليوم إختل الميزان تماماً، الغالبية دخل مجال النشر لهدف يراه هو هدف أسمى أن تزداد أرباحه وزيادة ثروته، لا يهتم بالمادة التى تقدم للنشر لدية ولا يهتم أساساً بقراءته أو تصحيحة إملائيا أو لغوياً، ينشره كما يرد إليه مادام يحصل على المقابل، ومن هنا نجد العناويين الغريبة والعجيبة تملأ الشوارع والأرصفة وربما تجد إعلانات تملأ الشوارع، وللأسف الشديد تقام لها حفلات توقيع، وتجد هرولات من القنوات الفضائية، وربما تصل هذه الكتابات الهشه إلى مرحلة الجوائز، كل هذا سببه غياب لجان التشر ذات الضمير الحى واليقظ والتى لا تقبل بصدور أى كتابات سطحية لا تخاطب عقولا، وجود الشللية الشديدة الإنتشار بعاام الثقافة العربية التى تغتال الإبداع الحقيقى لحساب ومصلحة آخرين يملكون أدوات أخرى غير الإبداع الحقيقى، غياب دور النشر والمؤسسات الثقافية الرسمية والتى أصابها بعضا من هذه الاوبئة، فنجد أنها أيضا تحولت من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، الرسالة الأهم تاهت وضاعت بين أروقتها, أيضا يبحثون عن زيادة موارد المؤسسات وبالتالى ينالون نصيبا وافرا من هذه الموارد، حتى صناع الدراما الكثيرين لا يقبلون على إنتاج دراما تاريخية أو إسلامية أو إجتماعية تحمل مضامين تخدم المجتمع, صارت الرسالة الأهم هى سطوة البلطجة ومخاطبة الشهوات والغرائز ضماناً لحصيلة ربحيه تجعلهم يتراقصون، ولكن للأسف الجميع صاروا يتراقصون على جسد الثقافة المتخثن بآلاف الطعنات وآلاف الجراح ، إلى أصحاب الضمائر الحية والذين يؤمنون بأن الثقافة هى اوكسجين الحياة وأوكسير الريادات للشعوب، عليكم العمل بكل جهد التصدى للحملات الممنهجة والممولة من أجل تردى الحياة الفكرية والثقافية والاجتماعية والفنية، وبالتالى تنتهى هوية الشعوب، نداء أوجهه للجميع.