Skip to content
منتدى العربي للتعدد الثقافي في بريطانيا

منتدى العربي للتعدد الثقافي في بريطانيا

Arabi Multiculturam Forum in UK

Primary Menu
  • الرئيسية
  • إعلان
  • ندوات مصورة
  • فيديوهات
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب مختارة
  • فعاليات دولية
    • لقاء طرابلس الدولي
  • من نحن
    • الإدارة والإعلام
    • الأعضاء النشطاء
    • سجل الكتّاب والمؤلفين والمشاركين
    • المكتب الإعلامي
    • مكتب البحوث والدراسات
  • English
  • Home
  • نشأة وتطور الإسلام السياسي في ليبيا – عبد الله الكبير
  • مقالات

نشأة وتطور الإسلام السياسي في ليبيا – عبد الله الكبير

admin 26 سبتمبر، 2014


الإسلام السياسي في ليبيا ..

 

لمحة مختصرة عن النشأة والتطور والعلاقة مع النظام السابق ودوره في الثورة والمرحلة الانتقالية

عبدالله الكبير*

توطئة :

فتحت ليبيا علي يد عمرو بن العاص زمن الخليفة عمر بن الخطاب، وبعد نحو 66 سنة من الكر والفر مع القبائل الليبية استقر الإسلام في البلاد، يقول ابن خلدون في كتابه العبر أن ( “البربر” الأمازيغ ارتدوا عن الإسلام اثنتي عشر مرة ولم يثبتوا علي الإسلام إلا في زمن الوالي موسى بن نصير.

وتقلبت المغرب العربي بما فيه ليبيا بين الدول المختلفة التي سيطرت على مقاليد الحكم، من الأمويين إلي العباسيين إلي دولة الأغالبة فالدولة الفاطمية ودولة المرابطين وشهدت تلك العصور تدفق الهجرات من جزيرة العرب حتي أخذت البلاد هويتها العربية الإسلامية. وتأثر الشمال الأفريقي بالصراع والجدل الدائرين في المشرق العربي بين الفرق الإسلامية الرئيسية، السنة والشيعة والخوارج، فاعتنق أمازيغ جبل نفوسة مذاهب خارجية للحفاظ علي استقلالهم ورفضا للضرائب.

وغلب المذهب المالكي علي المسلمين في المغرب العربي، ويفسر ذلك الكثير من المؤرخين بسهولة المذهب المالكي وملاءمته للحاجات الروحية للأمازيغ، فيما يرى الباحث الجزائري شمس الدين شيطور أن السبب يكمن في تطابق تشدد المالكية مع الذهنية المغاربية، ومن ميزات التدين الليبي التصوف المتعايش مع المذهب المالكي بدون غلو وتطرف، ويرجع انتشار المذهب المالكي إلي جهود فقهاء المالكية في دولة المرابطين ومقاومته للتشيع في نسخته الاسماعيلية الفاطمية، وقد بقيت بعض تأثيرات الدولة الفاطمية شائعة حتي اليوم، فشعوب المغرب العربي تكرم وتبجل آل البيت باعتدال ولا ترفعهم إلي درجة التنزيه والتقديس، ويكاد لا يخلو بيت اليوم في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا من أسماء علي وفاطمة وحسن وحسين، أما ذكري عاشوراء فقد عمد العثمانيون إلي تكريسها كمناسبة احتفالية نكاية في الدولة الصفوية الشيعية في إطار الصراع الذي دار بينهما قبل قرون.

الحركة السنوسية :

لا يمكن لأي حديث عن الإسلام والمسلمين في ليبيا المعاصرة إغفال ذكر التأثير العميق الذي أحدثه السنوسية في الشمال الأفريقي والصحراء الكبرى، إذ انتشرت زوايا الحركة في عديد البلدان وساهمت بشكل فاعل في مقاومة البدع والخرافات ونشرت الإسلام في أواسط افريقيا، كما حملت الحركة لواء الجهاد ضد فرنسا جنوب الصحراء الكبرى وضد ايطاليا في شرق ليبيا، وخاضت أكثر من معركة ضد الانجليز في مصر. وبعد انسحاب العثمانيين من ليبيا برزت الحركة في المجال السياسي وملأت الفراغ الذي خلفه خروج العثمانيين وتولت القيام بكافة شؤون الدولة، وما يزال للسنوسية نفوذ واسع في الشرق الليبي، وتأسيسا علي التسامح الصوفي الذي عرفت به الحركة نستبعد توطن الفكر الديني المتشدد بين قبائل المنطقة الشرقية، وما انتشارهم منذ تسعينيات القرن الماضي إلا لظروف خاصة بطبيعة المنطقة الجغرافية  وبعدها عن العاصمة وتعاطف السكان معهم نكاية في النظام الذي همشهم.

أهم حركات الإسلام السياسي في ليبيا المعاصرة/

1ـ الإخوان المسلمين : اقتصر وجود الإسلام السياسي بليبيا علي الإخوان المسلمين وحزب التحرير حتى بداية الثمانينات الماضية لما وقعت طفرة التدين بين الشباب الليبي وانتشرت المظاهر الإسلامية كالجلباب واللحي والحجاب، ما مهد لانتشار الفكر السلفي بمختلف درجاته.

دخل فكر الإخوان المسلمين إلي ليبيا من خلال المدرسين الذين وفدوا على ليبيا من مصر للعمل بالتعليم، وهم إما ينتمون للجماعة أو يتعاطفون معها، وكذلك الطلبة الليبيين الذين درسوا بمصر، على أن أهم عامل في نشره تم عبر ثلاثة أشخاص من الجماعة هم عزالدين إبراهيم ومحمود الشربيني وجلال سعدة طاردتهم السلطات المصرية بعد اتهامهم بالضلوع في محاولة اغتيال النقراشي وزير داخلية مصر آنذاك، وقد آواهم الأمير إدريس السنوسي ورفض تسليمهم للحكومة المصرية، وقد عملوا علي نشر فكر الإخوان بليبيا، وانتشرت في أوساط الشباب مؤلفات حسن البنا وسيد قطب ومحمد قطب ومجلة المسلمون والحضارة الإسلامية.

في عام 1967 تحولت جماعة الإخوان الليبية إلي التنظيم بتشكيل لجنة قيادية من أعضائها الدكتور عمر النامي والأستاذ عبدالكريم الجهاني، واستمر نشاط الإخوان حتى عام سنة 1973 لما أعلن القذافي في خطابه بمدينة زوارة عن دستوره في الحكم مكشرا عن أنياب دكتاتورية وحكم شمولي تسلطي دام حتي سقوطه في ثورة فبراير. جهر القذافي في ذاك الخطاب بنقاط خمس تقول تدعو إحداها إلي تطهير البلاد من المرضى (والمرضى حسب القذافي هم الإخوان والماركسيون والبعثيون وحزب التحرير وعامة المثقفين بالبلاد)، وأجبرت قيادات الإخوان على الظهور على شاشة التلفزيون ليعلنوا عن حل الجماعة، وانتقلت الحركة إلي العمل السري، وغادرت بعض قياداتها البلاد لتؤسس في الخارج فصيلا معارضا كان من أكبر فصائل المعارضة إلي جانب الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، وتواصلت خلال الثمانينيات والتسعينيات ملاحقات النظام للجمعة وزج بالكثير من أعضائها بالسجن وقدموا لمحكمة الشعب فقضت على بعضهم بالإعدام والبعض الآخر بالسجن.

وبسبب المتغيرات الدولية والإقليمية بعد الغزو الأمريكي للعراق دخل النظام في مفاوضات مع الإخوان وتوصل معهم إلي تفاهمات وأفرج عن المعتقلين، وانخرطت الجماعة في مشروع الإصلاح المزعوم الذي أعلن عنه سيف القذافي، ويعزى هذا التأييد لمشروع سيف الإصلاحي إلي حالة القمع والتنكيل التي تعرضت لها الجماعة فضلا عن تطابقه مع مبادئهم باستغلال أي انفراج مهما كان صغيرا للشروع في الإصلاح، ولم تخف الجماعة تحفظاتها علي المشروع كونه يصدر عن مؤسسة واحدة مما يعني استمرار سياسة الإقصاء والتهميش.

في عام 2005 قاطعت الجماعة مؤتمر المعارضة الليبية بلندن لعدم مواقفتهم علي مطلب اسقاط النظام وتنحي القذافي عن كل سلطاته ورأوا أن هذا سقف عال جدا، وكانت رؤيتهم مع تبني خيار الإصلاح الشامل علي يد النظام، وعندما اندلعت الثورة انضم الإخوان لها وساندوا المجلس الانتقالي ودخلت بعض قياداتهم إلي المجلس تحت قيادة المستشار مصطفي عبدالجليل والمكتب التنفيذي مع محمود جبريل. وبعد سقوط النظام نظم الإخوان بشكل علني مؤتمراتهم وأسسوا حزب العدالة والبناء مع قوي سياسية أخري خارج الجماعة، وخاضوا غمار الانتخابات المختلفة التي جرت بليبيا بعد الثورة، وليس للإخوان قاعدة شعبية عريضة بسبب تضييق النظام السابق عليهم ومنعهم من التواصل مع الناس وحشد الأنصار، وأيضا لصعوبة اختراق المنظومة القبلية في ليبيا خاصة في الجنوب، ولم ينظر للإخوان علي أنهم بديل يمكنه السيطرة علي مقاليد الحكم في ليبيا، فموازين القوة تبدو موزعة بين عدة قوي قبلية وحزبية وتشكيلات عسكرية، وهذا ما دفع الإخوان إلي توسيع تحالفاتهم مع قوي أخري تشاطرهم بعض الأهداف المتعلقة بمطالب الثورة.

 

حزب التحرير الإسلامي

تأسس الحزب كما هو معروف عام 1953 علي يد الشيخ تقي الدين النبهاني، ووصلت أفكاره إلي ليبيا علي يد الشيخ الفلسطيني حسن عبداللطيف أبو سلطان الذي عمل مدرسا ببنغازي في الخمسينيات، ونشأ الحزب بشكل تنظيمي علي يد صالح علي الزروق النوال عام 1964 وهو عضو سابق في جماعة الإخوان المسلمين، وأصدر الحزب عدة نشرات تعني بأخبار ونشاطات الحزب منها نشرة التحرير، ومثل كل الأحزاب تعرض أعضاء حزب التحرير إلي الاعتقال والملاحقات والسجن والإعدامات بعد عام 1973 وتكررت الحملة عام 1981 وقدم الحزب عديد الشهداء دفاعا عن مبادئه وتطلعاته للتغيير في ليبيا.

عاد الحزب للنشاط مع اندلاع الثورة وكان ضد تدخل الناتو، ورأوا أن إنقاذ البلاد والعباد ينبغي أن يتم عن طريق الجيش، وبعد سقوط القذافي دعا الحزب إلي إقامة الخلافة الإسلامية، ورغم انتشار بعض الصفحات والمواقع للحزب علي شبكة الإنترنت إلا أنه ليس للحزب قواعد شعبية أو مشاركة واضحة في الحراك السياسي.

 

الجماعة الليبية المقاتلة/

 

تنتمي الجماعة عقائديا إلي السلفية الجهادية، تشكلت من الشباب الليبيين العائدين من حرب أفغانستان عام 1990، واضطروا للإعلان عن أنفسهم عام 1995 لما تمكن النظام من اكتشافهم، وقد واجهت الجماعة نظام القذافي بعمليات مسلحة في عدة مدن وشكلت تحديا أزعج القذافي، وتمكن النظام بعد عدة جولات من تشتيتهم واعتقال أغلبهم، وسلمت بريطانيا بعض قيادات المقاتلة بشرط عدم إيذائهم ضمن صفقة النظام مع بريطانيا في ملف الجيش الجمهوري الايرلندي، وسلمت المخابرات الأمريكية بلحاج والساعدي ضمن تسويات النظام مع أمريكا في ملف مكافحة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، وفي عام 2009 وبعد مفاوضات غير مباشرة مع النظام لعب الشيخ علي الصلابي فيها دورا بارزا، قام زعماء الجماعة في السجن بإجراء مراجعات فكرية صدرت في كتاب تحت عنوان( دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم علي الناس) وأعلنوا التخلي عن العنف وأطلق سراحهم. وجدير بالذكر أن الجماعة الليبية المقاتلة لم تتورط في أي أعمال إرهابية فلم تقم بأي تفجيرات ضد المدنيين ولم تهاجم أي مصالح أو مؤسسات مدنية، بل صدرت عنها عدة بيانات تدين أعمال العنف والقتل من قبل الجماعات الإسلامية الجزائرية في التسعينيات.

تخلت الجماعة عن تصالحها مع النظام والتحمت بالثورة وكان أعضاء الجماعة في مقدمة الثوار بالجبهات، وبعد الثورة تغير أسم الجماعة إلي الحركة الإسلامية من أجل التغيير، وانخرطوا في العمل السياسي عن طريق حزب الوطن وحزب الأمة. فيما واصل بعض عناصر التنظيم نهجهم المعروف بالتشدد ورفض الديمقراطية وضرورة تطبيق الشريعة.

 

السلفية :

مثل كل التيارات السلفية في العالم الإسلامي، تتعدد أفرع واتجاهات أنصار المذهب السلفي في ليبيا، فهم طيف واسع يضم عدة سلفيات تختلف فيما بينها تبعا لاختلاف أقطاب ومشايخ  ورموز السلفية في العالم الإسلامي، ولكن الاتجاهين الرئيسيين هما السلفية الجهادية والسلفية التقليدية أو الدعوية.

السلفية الجهادية / ومنهجهم ضد الديمقراطية ولم ينخرطوا في العملية السياسية وفكريا هم أقرب للقاعدة وينشطون عسكريا في درنة وبنغازي وسرت  من خلال كتائب مسلحة هي كتيبة أنصار الشريعة في درنة وبنغازي وكتيبة شهداء أبي سليم وألوية الشهيد عمر عبدالرحمن في درنة، ولهم حضور  في بعض مدن الغرب الليبي ولكنه محدود قياسا ببروزهم الواضح في الشرق، وقد استغلت هذه الجماعات تعاظم دعوات الجهاد في الإقليم وضعف قدرات الدولة الليبية الأمنية والعسكرية، وتتهم جماعة أنصار الشريعة بتنفيذ عدة اغتيالات لضباط الجيش الليبي ونشطاء في المجتمع المدني والإعلام، وتتهمها أمريكا بالضلوع في قتل سفيرها ومساعديه في بنغازي وهي مصنفة أمريكيا كجماعة إرهابية.

وقد دفعتهم الحملة التي أعلنها اللواء المتقاعد حفتر عليهم إلي التحالف مع الكتائب الثورية وقوات درع ليبيا في بنغازي وحتي الآن يتفوق هذا التحالف علي حفتر الذي يبدو متواضع الإمكانيات ولم يتمكن من احراز أي تقدم في حملته التي دخلت شهرها الرابع. وجدير بالذكر أن الحكومات المتعاقبة بعد التحرير لم تضع أي خطط أو برامج للتعامل مع المجموعات الإسلامية المتشددة، فلم تسع إلي فتح قنوات للتواصل والحوار مع الجماعات السلفية المتشددة لاحتوائهم وتطمينهم بشأن مطلبهم الرئيس تطبيق الشريعة، لأنه مطلب لن يعترض عليه غالبية الشعب الليبي المحافظ والذي يشكل الإسلام هويته الثقافية الرئيسية.، وقد وقع تحرك الحكومة الواضح والصارم بإدانتهم وإصدار قرارات بحل التشكيلات المسلحة وتسلم مقراتها بعد حادثة اغتيال السفير الأمريكي كرستوفر ستيفنز.

 

السلفية الدعوية / انتشرت مظاهر التدين السلفي في ليبيا أوائل الثمانينات من القرن الماضي مع انحسار الإخوان، وتميز هذا التدين بالالتزام بالمساجد وأداء الفروض والمظاهر من جلباب ولحية للرجال والحجاب للنساء، وبسبب القمع الأعمى الذي مارسه النظام صار مزاج الإسلام السياسي عنيفا وتحول الشباب المتدين إلي الجهاد والإخوان، ولما بدأ النظام يميز بين الاتجاهات والتوجهات الإسلامية، بادر إلي تشجيع التيار السلفي الدعوي أو التقليدي في جانبه المدخلي (نسبة إلي الشيخ والواعظ السعودي ربيع المدخلي) وحظى السلفيون المداخلة برعاية وعناية نجل القذافي الساعدي، وقد هادن هذا التيار النظام وعملا بقاعدة طاعة ولي الأمر ، ويشاع أن النظام استغلهم لضرب الفصائل الإسلامية الأخرى  حيث تعاون السلفيون مع أجهزة القذافي الأمنية ضد الإخوان والجهاديين، وبسبب انغلاقهم في مجموعات وتعاليهم علي الناس لم يصبح لهم قبول في المجتمع، ولم يكن لهم دور في الثورة إلا في مراحلها الأخيرة لبعض المجموعات لما صدرت فتاوي شيوخهم السعوديون بالجهاد، وبعد التحرير قاموا بهدم الأضرحة ونبش القبور والاعتداء علي التراث الثقافي التاريخي الليبي، وهذا زاد من سخط الناس عليهم، وليست لهم فعالية سياسية في ليبيا اليوم ولكن أيضا لم يحرموا الديمقراطية ولم يحرضوا علي الدولة أو مؤسساتها، وتقتصر اهتماماتهم علي مسألة تصحيح العقيدة وتنقية المجتمع من البدع والإنحراف.

 

أخيرا توضيح ،وتصويب ما يرد في وسائل الإعلام حول الإسلام السياسي في ليبيا :

ــ تشير بعض التقارير إلي هزيمة الإسلاميين في انتخابات مجلس النواب وهذا ما دفعهم إلي مقاطعة المجلس وإثارة  الفوضى، هذه الفرضية قابلة للتشكيك فعدد المقاعد لكل تيار سياسي داخل المجلس  حسب التقديرات هي كالآتي : 50 مقعدا للتيار اللبرالي أو المدني، 30 للإسلاميين، 28 للفيدراليين، والباقي ليست لهم انتماءات ايدولوجية، وخلفياتهم قبلية وجهوية، وهذا التوزيع بين اللبراليين والإسلاميين لا يختلف كثيرا عن نتائج انتخابات المؤتمر الوطني السابق، حيث حاز اللبراليون علي 39 مقعدا بينما كان نصيب الإسلاميين 17 مقعدا، وأدي انضمام الأعضاء المستقلون لكلا الكتلتين إلي تحقيق حالة من التوازن بينهما، ولم يتمكن أي منهما من السيطرة علي القرار داخل المؤتمر، وبالنظر إلي وجود كتلة كبيرة من المستقلين في مجلس النواب نتوقع تكرار حالة الاستقطاب نفسها واستمرار التوازن أو التفوق النسبي للبراليين إذا انحاز لهم الفيدراليون.

ــ الحديث عن احتمال قيام دولة دينية في ليبيا مبالغ فيه ويقع توظيفه وتسويقه إعلاميا من قبل المناوئين للإسلاميين في إطار الخصومة والصراع الذي انفلت من كل القيم والمعايير السياسية وحتي الأخلاقية، فهذا الاحتمال بعيد جدا عن الواقع ويصادر حقيقة بالغة الأهمية وهي وسطية واعتدال الشعب الليبي وتناغمه وانسجامه دينيا، ورفضه لكل مظاهر الغلو والتطرف، وقد بينت كل استطلاعات الرأي تطلع الليبيين إلي دولة مدنية ديمقراطية بمرجعية إسلامية. أما دولة ثيوقراطية يتربع علي سدة الحكم فيها الحاكم بأمر الله فهذا يستحيل لانعدام البيئة التي يمكن أن ينمو ويسيطر فيها الحاكم بأمر الله.

ــ من أخطاء السياسيين والعسكريين في ليبيا النظر لكل تيارات الإسلام السياسي بنفس النظرة وعدم التمييز بين الجماعات والتيارات المعتدلة، المندمجة في العملية السياسية، وبين المتطرفة المعادية للمجتمع وللدولة المدنية التي لا تري غير العنف سبيلا  لإقامة مشروعها. وقد أدي هذا الدمج إلي تفاقم حالة الاستقطاب وتصاعد حدة الصراع، بينما كان الأجدى هو الاعتراف بأن الإسلام السياسي مكون أساسي في ليبيا ولا يمكن اقصاءه، ومن ثم العمل معه كشريك في المرحلة الانتقالية وتشكيل جبهة موحدة ضد الجماعات المتطرفة والإرهاب .

ــ ثمة تقصير إعلامي من تيارات الإسلام المعتدل في طمأنة الليبيين عن التزامهم بالدولة المدنية وأنها لن تكون ثيوقراطية أبدا، وقبولهم بنتائج الديمقراطية أن مشروعهم السياسي يتعلق بليبيا ولا يهدف لخدمة مشاريع عابرة للهوية الوطنية.

ــ يتردد في وسائل الإعلام أن مدينة مصراتة هي معقل الإخوان المسلمين في ليبيا وهذا غير صحيح، فحجم الإخوان في مصراتة أقل بكثير من حجمهم في طرابلس وبنغازي، تحصلوا في انتخابات المؤتمر الوطني علي مقعد واحد من بين أربع مقاعد مخصصة للأحزاب، صحيح لهم حضور في المؤسسات الرسمية والعسكرية ولكنه ليس الحضور المهيمن، ويواجهون في مصراتة كما في غيرها من المدن حملات ودعايات مضادة لوجودهم.

_______________________________

* عَبْد الله الكَبِيرُ، كَاتِبٌ صُحُفِيٌّ لِيبِيٌّ مُسْتَقِلٌّ، مُرَاقِبٌ وَمُتَابِعٌ لِلتَّطَوُّرَاتِ فِي لِيبِيَا. كَتَبَ فِي عِدَّةَ صُحُفٍ لِيبِيَّةٍ بِاِنْتِظَامِ آخَرهَا. النَّاسُ وَمَيَادِينُ. سبق ان شغل منصب مُدِير مَكْتَب هَيْئَة تَشْجِيعٍ وَدَعْمِ الصِّحَافَةِ بمصراتة.. عُضْوُ اللَّجْنَةِ الإِعْلَامِيَّةِ بمصراتة إبان ثَوْرَةُ فِبْرَايِرَ وَمَسْؤُولُ الإِعْلَامِ الدَّوْلِيِّ بِاللَّجْنَةِ.. معد وَمُقَدم بَرَامِج سِيَاسِيَّةٍ وَثَقَافِيَّةٍ بِقَنَاةِ مصراتة الفَضَائِيَّةُ وَرَادِيُو مصراتة المَحَلِّيُّ..

Continue Reading

Previous: المنتدى الثقافي العربي يراقب الانتخابان العراقية
Next: كارثة اسرائيل – خالد القشطيني

مواضيع ذات صلة

سيهاتي
  • فعاليات دولية
  • مقالات

اختتام فعاليات مؤتمر «السيهاتي» العالمي للتبادل الثقافي والحضاري

admin 24 مايو، 2023
Untitled
  • إعلان
  • مقالات

المرأة الليبية تلعب دورا فاعلا في مؤسسات المجتمع المدني

admin 26 مارس، 2023
afrin
  • مقالات

تعزية ومواساة باسم الشعب الليبي لضحايا الزلزال

admin 12 فبراير، 2023

Translate

أحدث المنشورات

  • قراءة سياسية واقتصادية في أزمات الواقع وتحديات المستقبل في ليبيا
  • ندوة وحوار:: ماذا وراء المطالبة بإعادة ترسيم الحدود الليبية-التونسية؟
  • الزميل خالد الأعيسر وزيراً – ألف مبروك
  • أزمة المصرف الليبي / الأسباب..النتائج.. الحلول
  • دعوة للمشاركة في جامعة بني وليد – ليبيا
  • مخيم الزعتري:Al Za’atari – urban design by refugees
  • عرض وتقديم كُتب وكُتَّاب
  • وثيقة المناطق الثلاث – ندوة وحوار
  • إلغاء الاحتفال السنوي بيوم المرأة العالمي 8 مارس 2024م.

من نحن

الإدارة والإعلام

المجلة الإكترونية

Untitled 1

 لنشر المواد المكتوبة

راسلنا * Contact US

arabicforum.uk@gmail.com

نشاطات سابقة

اعلان
  • إعلان

قراءة سياسية واقتصادية في أزمات الواقع وتحديات المستقبل في ليبيا

admin 18 أبريل، 2025
اعلان تونس وليبيا0
  • إعلان
  • حوارات
  • ندوات مصورة

ندوة وحوار:: ماذا وراء المطالبة بإعادة ترسيم الحدود الليبية-التونسية؟

admin 21 نوفمبر، 2024
تهنئة الاعيسر
  • إعلان

الزميل خالد الأعيسر وزيراً – ألف مبروك

admin 11 نوفمبر، 2024
اعلان القاضي زرموح الشحومي
  • إعلان
  • ندوات مصورة

أزمة المصرف الليبي / الأسباب..النتائج.. الحلول

admin 19 سبتمبر، 2024
  • سجل الأعضاء
  • الإدارة والإعلام
  • بطاقة عضوية
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.