
رحل ابن ليبيا البار الأديب أحمد إبراهيم الفقيه إلى جوار ربه
عاجل الموت الأديب الدبلوماسي أحمد إبراهيم الفقيه، ابن ليبيا البار، القامة الفكرية المبدعة الخلاقة، مختطفا إياه من حضن أحبته، في لحظات المعاناة ما بين التذكر والآن وما سيحصل، وبالمراهنة على ما سيأتي بعد حين. ولكن حين طال انتظاره لما سيحصل في الساعات القادمة، حين تأكد من وجود أزمة جادة في الغموض الذي يكتنف العالم اليوم، عالم الأقدار المفاجئة، كان هذا كاف ليعجل برحيله، فجاءه الطائر الخطاف وهو عصفور الجنة فاختطفه إلى ذمة الله ونعيمه.
شخصية أسطورية، كان الأدب هو مكان اللقاء عنده. عُرف بذكائه الشديد وخفة الروح والخجل الشديد. كان عملاقا بحضوره وعملاقا بأثره، فهو الغائب الحاضر الذي لا يغيب. ارتقى الأديب الراحل في سيرته الذاتية وتفرد بنوعيتها، حيث كان يدعو دائما إلى التأمل والوصف والاستطلاع. منذ بدايات حياته كان قريبا من عالم الأدب، فصنع لنفسه أسلوبا متميزا في خارطة الأدباء. في كتاباته يلقي الضوء على رؤيته للحياة وللآدب وللعالم المتغير، وكان له دور في السياسة، وفي عملية الخلق الثقافي والتربوي والاندماج. قدّم للإنسانية العشرات من أصناف الكتب الأدبية ما بين الرواية والقصة، ما بين الفكر والنقد والمقال. نضال يومي من خلال الكلمة، متتبعا الأحداث السياسية المحلية والوطنية والعالمية، متحملا كل ما يمكن أن يتحمله أديب إنساني ملتزم في عالمنا.
كان يتطلع إلى المدهش الذي سيأتي من الأجيال القادمة، التي أخذ على نفسه عهدا بدعمها وفتح مكتبته الخاصة لها، وبتقديم كل أنواع المعرفة لها لتتابع مسيرته الخلاقة الملتزمة في الدفاع عن ليبيا، وعن الحقوق العربية والقضايا الإنسانية في العالم.
جدير بالذكر أنه كان للمنتدى الثقافي العربي في بريطانيا شرف استضافة الفقيد الراحل لعدة مرات وتسجيلات حصرية ستنشر لأول مرة.
المنتدى الثقافي العربي في بريطانيا
