” الطرائد” كتاب توثيقي للكاتبة الفرنسية آنيك كوجان، يكشف الستار عن الحياة الغامضة لطاغية ليبيا معمر القذافي، ويوثق لجرائمه الجنسية، صادر عن “الدار المتوسطية”. كشفت الكاتبة الستار عن أبشع الجرائم الجنسية التي أرتكبها طاغية القرن “معمر القذافي ” واستغرق منها الأمر عدة أشهر من التنقيب والبحث في ليبيا ما بعد الحرب مع إحدى الثائرات الليبيات والتي وقفت في تحد كبير أمام صعوبات كانت تقف بالمرصاد ضد الخوض في موضوع يحمل في طياته الكثير من التهديدات .
وتنقل الكاتبة في الكتاب شهادات موثقة لعدد كبير من الضحايا واختارت أن تضع أحدها كوثيقة أساسية ترفدها بقية الشهادات تجنبا لأي تكرار قد يؤدي إلى الخروج عن الموضوع وعن هدفه الأساسي. وتقدم الكاتبة الصحافية مقابلات مع طائفة من الفتيات الليبيات والأجنبيات اللواتي انتزعن من مدارسهن وبيوت أهاليهن ليتحولن إلى وسائل ترفيه جنسية لديكتاتور ليبيا السابق معمر القذافي. وترددت لوجان عدة مرات على ليبيا لتغطية وقائع الثورة وهناك سمعت عن حكايات الضحايا اللواتي يعشن، حاليا، تحت ستار الكتمان والخوف من الفضيحة والانتقام، ومنهن من هربن إلى دول مجاورة وانتهت على الرصيف.
تنقل المؤلفة شهادة مطولة لفتاة في الثالثة والعشرين، تونسية الأصل، أطلقت عليها اسما مستعارا هو ثريا، روت أن القذافي أمر بإحضارها له، حين كانت في الرابعة عشرة من العمر، بعد أن زار مدرستها في طرابلس وكانت من بين الطالبات اللواتي وقع عليهن الاختيار لتقديم باقات الأزهار له. وكانت العلامة المتفق عليها مع مرافقيه هي أن يمسح بيده على شعر الفتاة التي تروق له. وفي اليوم نفسه، نقلت سيارة تابعة لمقر «باب العزيزية» الطفلة إلى حريم «الأخ القائد».
وإذا صدقنا ما قالته ما ترويه لوجان فإن الذين اقتحموا «باب العزيزية» عثروا على طلبيات لشراء صناديق من حبوب «الفياغرا»، وأنه كان مهووسا جنسيا ويضاجع 4 فتيات عذراوات كل يوم. ومن أجل تلبية نزعاته فقد كان هناك رجال ونساء مبثوثون في المعاهد والمدارس وحتى السفارات، لتوفير النساء اللواتي يخطفن من بيوتهن ويضطر أهلهن للسكوت، خشية الموت أو الفضيحة.
ولم يكن القائد، الذي يتعاطى المخدرات بشكل دائم، يستثني زوجات مساعديه أو وزرائه وحتى زوجات بعض السفراء وبناتهم. وتضيف أن الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي ارتكب مجازفة حين بعث زوجته السابقة سيسيليا إلى القذافي للتفاوض على إطلاق سراح الممرضات البلغاريات.
وأشار الناشر إلى أن المفردات القاسية في متن الكتاب خيار موضوعي وفكري لأنها وردت بنفس الشكل على لسان الطاغية ، مقدما اعتذاره للقارئ على قسوة سياق الكلام وسياق الكتاب بشكل عام ،ولكن ذلك ما يستلزمه التوثيق وحفظ حق الضحايا، الكتاب صفحات من ” حياة متجبر مهووس بالجنس ” تعرضها الكاتبة دون مواربة، وما هي إلا إشارة لطغاة العالم مفادها أن أحذروا فالتاريخ بالمرصاد . ولن يرحم أحد ..!