Skip to content
منتدى العربي للتعدد الثقافي في بريطانيا

منتدى العربي للتعدد الثقافي في بريطانيا

Arabi Multiculturam Forum in UK

Primary Menu
  • الرئيسية
  • إعلان
  • ندوات مصورة
  • فيديوهات
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب مختارة
  • فعاليات دولية
    • لقاء طرابلس الدولي
  • من نحن
    • الإدارة والإعلام
    • الأعضاء النشطاء
    • سجل الكتّاب والمؤلفين والمشاركين
    • المكتب الإعلامي
    • مكتب البحوث والدراسات
  • English
  • Home
  • شركاؤنا في الوطن – الأمازيغ
  • ندوات مصورة

شركاؤنا في الوطن – الأمازيغ

admin 19 أبريل، 2015

احتضن صالون المنتدى الثقافي العربي في لندن ندوة وحوار حول مستقبل التعايش بين العرب وجيرانهم، الكورد والأمازيغ مثالا. وقد حاضر وأجاب عن أسئلة ومداخلات الحضور كل من:
– د. أحمد معيوف في الملق الأمازيغي.

– د. سيف الدين سليمان في الملف الكردي.
– قدم للندوة وأدار الحوار الإعلامي علي الحاج حسين.
أدناه نص مرجعي قيم عن الملف الأمازيغي للدكتور أحمد معيوف.

sef_mayoyf

#############################

النص:

 

الهوية الوطنية

“الهوية الوطنية تعني استعداد الشخص ‘للموت من أجل المجموعة الأكبر”
فرنسيس فوكاياما

احمد معيوف (أميس انتمورا)
الهوية والانتماء
سبق وان تحدث عن الهوية في محاضرة لي من على هذا المنبر، منبر المنتدى الثقافي العربي في لندن، وبينت آنذاك أن الهوية هي موضوع وجداني صرف، لا تحكمه حركة الاقتصاد والسياسة فقط، بل هو شعور عام عند المثقف وغير المثقف، عند الأمي والمتعلم، عند الذكر والأنثى، وحتى عند الأطفال.
ويرى فرويد إن الهوية ترتبط بخاصية أصيلة في الفرد تتمثل في غريزة الانتماء. وان الهوية تعبر عن ارتباط عاطفي للفرد بجماعة ما وينعكس ذلك علي سلوكه، بما في ذلك سلوكه السياسي. وقد صدق في ذلك إلى حد كبير، فقد نشأت في العالم الغربي أحزاب مبنية على التوجه الإثني، فمعظم الأحزاب يمينية التوجه، هي أحزاب إثنية قومية، وبعض هذه الأحزاب يُظهر توجهه الإثني صراحة في اسمه كالحزب الوطني البريطاني (BNP) والحزب الوطني الاسكتلندي (SNP).
قليل من التاريخ والجغرافيا
إذا شعور الهوية والانتماء هو شعور أصيل متجذر في الفرد والجماعة ما وجدت هذه الجماعة. والأمازيغ كمكون اثني موجود منذ آلاف السنين، وقد لا نبالغ إن قلنا أنها من السلالات التي ربما سبقت الوجود العربي تاريخيا، ولا شك أنها موجودة في الشمال الأفريقي قبل العرب، لذلك يحق لنا أن نستنتج أن الأمازيغ هم أصحاب شمال أفريقيا وان العرب وافدين عليها، فأول موجات التواجد العربي كانت خلال فترة الفتوحات الإسلامية، التي يحلو للبعض نعتها بالفتح العربي لشمال أفريقيا.
لقد عاصر الشمال الأفريقي كل مراحل التطور التاريخي التي مر بها العالم وساهم فيها، فقد تركزت جل الحضارات القديمة في محيط البحر الأبيض المتوسط. حيث أسس شيشنق الأسرة الفرعونية الثالثة والعشرين، وحكم الليبيون الأمازيغ مصر لما يزيد عن قرنين من الزمان، وأثر الليبيون في الحضارة الإغريقية التي تأسست بعض جذورها الفكرية والدينية في الشرق الليبي وتحديدا فيما يعرف الآن بإقليم برقة. آنذاك أخد الإغريق عن الليبيين آلهتهم التي انتفت عنها الصفة الليبية وأصبحت يونانية صرفة. وحكم الرومان غرب ليبيا وأسسوا فيها أعظم مدنهم خارج ايطاليا، كما استطاع المواطن الليبي أن يعتلي عرش الإمبراطورية الرومانية، فقد حكم سبتموس سيفيروس الليبي ومن بعده ابنه كاركالا روما عاصمة أعظم الإمبراطوريات القديمة.
ومن الملفت للنظر أن أقدم عمل روائي مكتوب هو – الحمار الذهبي – وهو عمل أمازيغي كتبه الأديب والفيلسوف الامازيغي لوكيوس ابوليوس. ويكفي الليبيين فخرا أن أجدادهم هم أول من اخترع العجلة واستعملوها في صناعة عرباتهم المميزة قبل أن تنتقل إلى باقي أصقاع الأرض.
وقد اعتنق الأمازيغ أو جزء منهم النصرانية واخلصوا في عقيدتهم هذه، وبرز فهمهم لهذه العقيدة في كتابات القس الأمازيغي اوغسطين الذي يعتبر قطب من أقطاب الفكر الديني النصراني.
كما ساهم الأمازيغ بدرجة كبيرة جدا في الفتوحات الإسلامية لأوربا، إذ كان دخول الإسلام لشبه قارة ايبريا على أياديهم وتحت قيادة الزعيم الأمازيغي طارق بن زياد. وكانوا عونا في دعم الممالك الإسلامية في اسبانيا، فقد دعم يوسف ابن تاشفين هذا الوجود بقوة.
ومن عظماء الأمازيغ الذين أضافوا جديدا للفكر الإنساني كان ابن خلدون الذي أسس لعلمين مهمين في الزمن المعاصر وهما علم الاجتماع وعلم التاريخ، وقد اظهر نبوغا فائقا في دراسته للتاريخ وللفكر الإنساني بصورة عامة، فقد تميزت قراءته للتاريخ وللمجتمع بقراءة نقدية تعتمد على التحليل وليس السرد كما كان معروف قبله. وفي علم اللغة برز العالم يهودا بن قريش التاهرتي، كان يجيد العربية والعبرية والأمازيغية والفارسية والآرامية وكتب في علم اللغات المقارن. وقد احتفلت وكالة ناسا منذ مدة بشخصية أمازيغية مميزة هو عباس بن فرناس رائد الطيران وفارسه الأول. ولا شك أن ابن رشد من الشخصيات الأمازيغية التي لا يجادل أحد في علو قامته في مجال الفكر والفلسفة. وكذلك ابن طفيل وابن البيطار.
جغرافيا تمتد رقعة الأمازيغ من واحة سيوا في مصر حتى جزر الكناري الأطلسية، وبعد بزوغ فجر الربيع العربي أصبحت مطالب الأمازيغ أسوة بغيرهم من الشعوب تظهر على السطح، ويعتقد أمازيغ ليبيا وتونس على اقل تقدير أن التغير الذي شمل المنطقة سيمكنهم من نيل حقوقهم الطبيعية كاملة، وقد ساهموا كما ساهم غيرهم في إنجاح الثورات، إلا أنهم فشلوا مع غيرهم بالانتقال من الصورة للدولة وبناء المؤسسات لأسباب عديدة.
مفهوم العروبة عند الأمازيغ
من الأمور الطريفة في مفهوم العروبة عند الأمازيغ أن كل مسلم هو عربي، وقد كان الأمازيغي (واعتقد جل الليبيين) إلى وقت قريب يندهش إن علم أن عربيا يدين بغير الإسلام، إذ في اللغة الأمازيغية كلمة عربي مرادفة لكلمة مسلم، الأمازيغي عندما يصف عقيدته يقول عنها “نتش داعراب” بمعنى “أنا عربي”، و”نتشين ديعرابن” بمعنى “نحن عرب”، لكنه لا يقصد بهذا اللفظ عروبة العرق وإنما عروبة الدين، أي الإسلام.
الأقليات والأثينيات
يجب أولا أن نفرق بين الأقليات والأثينيات، فالاثنيات هي شعوب وأمم لها امتدادا جغرافيا يتجاوز الحدود السياسية، بينما الأقليات هي مجموعات قد تكون ضمن الاثنية الواحدة تتمايز فيما بينها فكريا، لذلك نجد عدد من الأقليات في إطار الأمة الواحدة، فالتنوع الديني والفكري هي بعض مظاهر الأقليات، الشعوب العربية جلها مسلم، لكن توجد بها نسبة كبيرة مسيحية وقليل من اليهود إلى دانب طوائف أخرى تُلحق بهذه الديانة أو تلك. وفي الدين الواحد تتعدد المذاهب، فأضحى من ينعت نفسه سني أو شيعي هو في حالة عداء مستحكم مع نظيره، وهناك المسيحي القبطي والأرمني والأرثوذوكسي والإنجيلي الذين لا يلتقون إلا على فكرة أن المسيح قد قام من بين الأموات. والفكر الليبرالي أنشأ أنواعا جديدة من الأقليات، لا أقل من التدليل على ذلك من أوراق عدم التمييز المتداولة بالدوائر الرسمية في الدول الغربية، حيث تعدد النوع الإنساني، وأضيف المتحولون حديثا للمذكر والمؤنث. كذلك الميول الجنسية كانت صنفا واحدا أضيف إليها أنواعا أخرى والذي كنا نسميه شذوذا أصبح ميل جنسي مقبول يشكل أصحابه أقلية معتبرة لها حقوق ومطالب، تمركزت كيانها في المجتمعات الغربية. أيضا العلاقات الزوجية كانت علاقة واحدة بين النوع الأول الذكر والأنثى، الآن أصبحت علاقات ثلاثة تشمل الزواج بين ذكرين وبين أُنثيين من المثليين.
في حين تعددت الأقليات إلا أن الإثنيات في تقلص، فقد اختفت مثلا الأمة المصرية وفقدت أهم مقوماتها الاثنية وهي اللغة، فلا توجد لغة مصرية اليوم، وأصبحت جزء من الأمة العربية. لذلك معالجة هذا الموضوع تحتاج لمعرفة وفهم دقيق للفرق بين الأقلية الاثنية، ومعالجة كل موضوع حسب تصنيفه. كما أن المطالب الاثنية تختلف عن مطالب الأقليات. والحقوق الاثنية حقوق طبيعية، بينما حقوق الأقليات تتراوح بين حقوق طبيعية وحقوق سياسية، وهذا فرق يوضع في الحسبان. كما وان المخاطر التي تنتج عن عدم تحقيق المطالب الاثنية تختلف عن تلك التي تنشأ عن المخاطر التي تنتج عن عدم تحقيق مطالب الأقليات.
التعايش السلمي
النقلة النوعية في وسائل الاتصال الحديث وسهولة التعامل معها، بعيد عن الرقابة الصارمة التي تمارسها بعض الأنظمة، قوّى من النزعة الاثنية في عالم القرن الواحد والعشرين. وقد سهلت وسائل الاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي معرفة التركيبة السكانية للعالم، والذي يتكون من إثنيات مختلفة، قد تكون موزعة في رقع جغرافية تفصلها حدود سياسية. أزالت وسائل التواصل الحديثة هذه الحدود بين الشعوب، وبالتالي بين الإثنية الواحدة، هذا التواصل قوّى من النزعة القومية عند بعض الشعوب، إلا إنه وللإنصاف فإن هذه النزعة لم تكن لتنمو وتكبر لولا السياسات التمييزية التي تمارس في بعض البلدان ذات التركيبة الاثنية المتنوعة.
كان الاعتقاد السائد حسب التصور الماركسي أن التطور التاريخي سيعمل على حذف وتلاشي الانتماءات الاثنية، ليحل محلها الانتماء الطبقي. وفقا لنظرية كارل ماركس الشهيرة “المادية التاريخية”، اعتبر فيها أن نهاية تاريخ الاضطهاد الإنساني تحل بزوال الفروق بين الطبقات. بينما حسب التصور الرأسمالي يحل محل الاثنية الإنسان الأخير، كما يعبر عن ذلك فوكياما في فكرته حول الصراع التاريخي المتكرر بين “السادة” و”العبيد” والذي يعتقد أن لا يمكن أن يجد له نهاية واقعية سوى في الديمقراطيات الغربية واقتصاد السوق الحر. إلا أن الواقع اثبت خطأ هذا الاعتقاد، والدليل في ما نراه الآن في العالم العربي، فقد تأصلت مطالب الأكراد واشتدت لحمتهم في الشرق العربي، ونهضت مطالب الأمازيغ في شمال أفريقيا.
ظهر التعايش السلمي كمفهوم سياسي عقب المرحلة الستالينية، لأنها التصعيد المتبادل وسباق الريادة والتنافس ذو الخلفية العدائية بين المعسكرين الشرقي الاشتراكي والغربي الرأسمالي. وقد أعلن نيكيتا خرتشوف سياسته هذه القائمة على مبدأ قبول الأيدلوجيات المختلفة، والتفاهم والتعاون لحل القضايا والنزعات بين الشعوب.
لن ننسى أن الإسلام واضح في فكرة التعايش السلمي، إذ نقرأ في القران الكريم قول المولى عز وجل “إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا” ولا تحتاج هذه الآية الكريمة لمزيد من الشرح، فهي تخاطب البشرية دون تحديد الخلفية الفكرية أو الدينية للمخاطَب، وتضع حجر الأساس للعلاقات بين البشر، ربما لم يستطع المسلمون تطوير مضمونها، كما فشلوا في تطوير النظام السياسي بحكم الغلبة للعرق العربي في هذه الحالة، إلا أن الفكرة واضحة ويمكن أن يبنى عليها.
الواقع العربي
الاثنية هو مصطلح طبيعي، إلا أن بعض مشتقاته كالاثنية المركزية أو التمركز الإثني مصطلح مذموم يتضمن الاعتقاد بالتفوق العرقي، كما ظهر ذلك في ألمانيا النازية وايطاليا الفاشية وما تعتقده الصهيونية، وبالتالي فهو يقترن بالعنصرية أحيانا، لذلك تجد الصراعات تتأزم في المناطق التي تنتشر فيها ثقافة الاثنية المركزية أو التفوق الإثني. ولنا أن نتصور ذلك من حجم الصراعات العرقية والاثنية في العالم وفي المنطقة العربية خصوصا. بعض الإحصائيات تقول أن العرب يشكلون اقل من 8% من سكان العالم، ورغم ذلك فنسبة الصراعات الاثنية فيه تجاوزت 25% من النزاعات المسلحة في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. جل هذه الصراعات لها جذور عرقية. لقد حصد الصراع العربي الإسرائيلي ما يقرب من ربع مليون نسمة في ما يزيد عن نصف قرن. كما حصدت الصراعات العرقية قرابة 2.5 مليون نسمة، ناهيك عن تدمير المرافق والبُنى التحتية لميادين النزاعات. فالحرب الأهلية اللبنانية خطفت قرابة ربع مليون إنسان. وضحايا الحرب الأهلية في السودان قاربت المليون نسمة، ولا يدخل في هذه الأعداد حرب الأعوام الثلاثة الأخيرة في سوريا واليمن وليبيا. طبعا رافق هذه الصراعات الكثير من عمليات التهجير وتدمير مرافق الدولة وبنيتها التحتية إضافة لتكلفة مصاريف القتال الباهظة وثمن أدوات التمويت، والنتيجة تكريس العداوة بين الشعوب وهي الأخطر.
بالتمعن في هذه الحقائق نعترف – إن كنا على قدر من الشجاعة في مواجهة النفس- بان اكبر خطر على الدول العربية لا يأتي من الخارج ومؤامراته، فالخارج لا يحتاج للتأمر علينا ما دمنا مهيئين للاقتتال بسبب وبدون سبب، الخطر يأتي من الداخل. لقد نجحت دول الغرب في التحول إلى دول قومية، ودمجت الأجناس والطوائف بداخلها، ويعود نجاحها في بناء الدولة القومية لقيامها على أسس ومفاهيم كالمواطنة والمشاركة السياسية والاقتصادية، زد على ذلك أن هذه الدول تبنت أنظمة حكم قائمة على الديمقراطية وفصل السلطات والتمثيل الشعبي ومحاسبة الحكومات، فذابت الفروق السياسية بين طوائف نسيجها الاجتماعي.
إلا أن البلدان العربية لم تعرف هذه المفاهيم، فأنظمة الحكم العربية هي أنظمة حكم وراثي غير دستوري أو أنظمة انقلابات عسكرية، وهي الأخرى غير دستورية، وقد اتخذت هذه الأنظمة من الإسلام أو العروبة مرتكزات وشعارات تتلطى خلفها، ولم تكن صادقة في تبنيها، وإنما فقط حملتها لتحقق اكبر قدر من القبول والاصطفاف الشعبي حولها. كما إنها انتهجت أسلوب الإلغاء والتهميش لكل ما يخالف العروبة والإسلام، ولم تعترف بالأقليات كشركاء ومساوين في الوطن وفي الإرث الثقافي والتاريخي المشترك بصورة جدية، وإنما اعتبرتهم مجرد موروث لحضارات بادت وانتهت. وقد نشأ عن هذه المرتكزات أيدلوجيات سادت المنطقة وهيمنت على الفكر السياسي فيه.
الأيدلوجيات السائدة
الأيدلوجيات السياسية السائدة في المنطقة العربية تنازعها تياران هيمنا على الفكر السياسي. هما التيار القومي والتيار الديني، ولهذين التيارين وجهتي نظر للمفهوم الإثني تتقاطع في بعض فصولها فتقترب حتى تذوب وتبتعد حتى القطيعة في بعضها الآخر، وبين هذين التيارين يختفي التيار الوطني.
وجهة نظر التيار الإسلامي مبنية على فهم التيار للدين، في اعتقاد منتحليها مبنية على متطلبات التدين وشرط من شروطه، وبالتالي فهذه النظرة تستبعد غير المسلمين من خارطة الأمة كما يفهمه دعاة هذا التيار، ويخرج غير المسلمين من افقها السياسي. هذا التيار يعتقد في الدور الروحي للمراكز القيادية السيادية في الدولة، ومن الطبيعي ألا يتمكن أصحاب الديانات الأخرى، بما فيها المذاهب الدينية غير السنية من الوصول لهذه المناصب. وفي هذا التصور يعتبر غير المسلمين أهل ذمة يجب عليهم احترام هيمنة الدولة الإسلامية مقابل أن يُعاملوا باحترام ومودة ما داموا قابلين لهذا الوضع.
الجانب الثاني في فكر هذا التيار، كل المسلمين متساوين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن انتمائهم العرقي والثقافي والوطني. وبالتالي المسلمين الأفارقة في السودان والأكراد في العراق وسوريا والأمازيغ في شمال أفريقيا يملكون نفس الحقوق التي يملكها العربي ويتساوون في الواجبات. لذلك فهناك قبول لهذا التوجه من المسلمين غير العرب.
وجهة النظر الأخرى، وجهة التيار القومي وهو تيار علماني نشأ إبان فترة الاستعمار وعقب سقوط الإمبراطورية العثمانية، ويظن البعض أن هذا التيار هو نتاج بريطاني لتفكيك الإمبراطورية العثمانية. تذهب وجهة نظر هذا التيار إلى أن كل من يتحدث العربية ويحمل الإرث الثقافي العربي ويعتقد في عروبته هو عضو في هذه الأمة التي تعرف بالأمة العربية، يتمتع بكل حقوق المواطنة بغض النظر عن عرقه أو دينه أو مذهبه. لكن لا يعترف هذا التيار بالمواطن غير العربي كمكون مستقل له حقوقه الخاصة، لكنه يعامل معاملة المواطنين تحت مظلة القانون السائد فحسب.
لاحظ أن كلا النظرتين قاصرتين في التعامل مع المشكل العرقي والتنوع الإثني والثقافي. حين يستبعد الإسلاميون غير المسلمين (والمذاهب الإسلامية غير السنية)، فإن التيار العروبي يستبعد غير العرب من القوميات الأخرى التي تشكل جزءا مهما من جذور الشعوب التي سكنت المنطقة العربية.
ماذا يريد الأمازيغ
مطالب الأمازيغ ليست جميعها واحدة، وينقسم الأمازيغ في رؤيتهم لما يجب أن يكونوا عليه لثلاث تيارات هي:
1 – تيار ديني يتماهى مع الطرح الإسلامي لفكرة الأمة ويتبناه، إلا أن هذا التيار معرض للانقسام على ذاته بسبب المدارس الفكرية التي ينتمي إليها، فجزء كبير من الأمازيغ يتبعون المدرسة الأباضية، ورغم أن التيار الإسلامي العام يقبل الأباضية كمذهب سني، على الأقل في ليبيا، فإن التيارات السلفية الحديثة لا تقبل به ضمن إطارها الفكري والسياسي، ويكفّر غلاة هذا التيار الأباضية ويصفوهم بالخوارج، وقد ظهر هذا جليا في أحداث غرداية الأخيرة بين الأباضية والمالكية الذين عاشوا في وئام لم يفسده الدهر إلى أن انتشرت الحركات السلفية الحديثة في شمال أفريقيا. في ليبيا، الوضع كان مختلف كثيرا، فالكثير من أقطاب الحركة الإسلامية من الأمازيغ الذين لا يختلف الليبيون على صدق وطنيتهم وفي مقدمتهم الشهيد الدكتور عمرو النامي وشيخه أبو الشهداء الشهيد على يحي معمر.
2 – تيار وطني يرى امتداده في كل الشمال الأفريقي، لكنه يؤمن أكثر بانتمائه الوطني لليبيا، ويرى في انتماءه الوطني أكثر قدسية من انتمائه العرقي، إلا انه يعتز بأمازيغيته ويرى من واجب الدولة الليبية أن تعترف بأمازيغية ليبيا وتضمن هذا الاعتراف في دستور الدولة. يدعو هؤلاء لدولة ليبيا وليس لدولة ليبيا عربية أو أمازيغية.
3 – تيار قومي شوفيني، وهو لا يختلف عن التيار القومي العربي، وعن التيارات القومية في كل العالم، يعتقد في تفوقه العرقي، ويخجل ان ينعت بالعربي، ويطالب بوطن قومي للامازيغ يمتد من واحة سيوة حتى المحيط الاطلسي وجزر الكناري. ويرى في الوجود العربي وجود استعماري يجب ازالته، وغلاة القومية الامازيغية يدهبون الى التنكر حتى للدين الاسلامي باعتباره في اعتقادهم سبب محنة الامازيغ وسلطة العرب عليهم.
الحلول …..دولة المواطنة
لقد تكرس الواقع القطري للدول العربية، سوء تلك التي لا تحتوي إلا على العرق العربي كدول الخليج والسعودية، أو تلك الدول متعددة الإثنيات كما هو الحال في سوريا والعراق وبشكل اقل في شمال أفريقيا، وأصبح حقيقة ماثلة للجميع بشكل لا يسمح بجمع هذه الدول والأقاليم تحت سقف واحد في إطار دولة مركزية واحدة كما يطمح القوميون العرب، ولا أن تُجمع في امة واحدة ذات عقيدة أحادية المذهب كما يطمح الإسلاميون . وقد أصبح صوت الإثنيات المختلفة ومطالبها واضح لا يقبل التجاهل والإنكار، ويجد سندا له في المحافل الدولية التي تحيل كل القضايا لملفات حقوق الإنسان. لم تعد الإثنيات شأن داخلي، بل أضحت قضية كونية تهم الجميع ومدعاة للتدخل الخارجي. لذلك فالاستفادة من تجارب الشعوب الأوروبية في حل هذه الإشكالية، وبناء الدولة على أسس المشاركة وفصل السلطات والمحاسبة والتمثيل الشعبي، هذه الأسس في بناء الدولة كفيل بالقضاء على الفروق الاثنية وانصهارها في بوتقة الوطن الواحد، دون التحلل من الإرث التاريخي لكل إثنية والانفصام عن جذورها العرقية وموروثها الثقافي. على أن هذا الأمر لابد أن يُعبر عنه ويُضمن في عقد اجتماعي متفق عليه. ربما ليس من السهل في الواقع الليبي مثلا إقناع شريحة من الليبيين بجدوى هذا الاعتراف، إلا أن الثورة الليبية ومساهمة الأمازيغ فيها جعلت هناك تفهم واضح من الكثير من الليبيين لحقيقة التنوع في ليبيا، ولولا الانفلات الأمني الأخير والحرب التي قادها حفتر على الثوار في بنغازي وانقلاب فجر ليبيا وتجذر العداء بين رفقاء السلاح، لكان وضع المطالب الأمازيغية أفضل حالا. إلا أن الانقسام الحاد انعكس سلبا على الموضوع الأمازيغي في ليبيا تماما كما أنعكس سلبا على بناء الدولة، وربما تراجعت للمربع الأول، مربع إقناع الليبيين بضرورة تحقيق هذه المطالب، وتفهمها كمطالب طبيعية يجب الاعتراف بأحقيتها. وباقتضاب يمكن إيجاز الحل في التالي:
• الدعوة لعروبة ليبيا لا تختلف عن الدعوة لأمزغة ليبيا، لان كل من الدعوتين تلغي الأخرى، وتُجذّر الهيمنة الاثنية، لذلك فدولة المواطنة وقبول التنوع يلغي مشاعر التفوق العرقي الذي يشعر به القوميون.
• لقد فاجأتنا الثورة الليبية حينما علمنا أن جزء كبير من الليبيين لا يعلم بوجود الأمازيغ في ليبيا، فقد عمدت الدولة في تغييب المعلومات عن مكونات المجتمع بل وتجاهلتها تماما، ومارست سياسة الإنكار و القمع و الصهر القومي بدعوى متطلبات الأمن الوطني والانتماء الديني وقدسية اللغة وهي ليست كذلك. لذلك أصبح من العسير على المواطن العادي أن يتقبل وجود الآخر، فالاهتمام بالموروث الثقافي التقليدي مهم لحل الإشكاليات الاثنية.
• تعزيز وإيقاظ الوعي بالمصالح المشتركة، رقعة ليبيا كبيرة جدا وبها تنوع في مصادر الرزق، بحر يمتد على مسافة 2000 كلم، وجبال متنوعة تغطي أجزاء كثيرة من هذه المساحة، وتاريخ عريق يمتد لأكثر من 7000 سنة غني بالحضارات المختلفة التي تدل عليها الآثار التي تملأ البلاد، وصحراء مميزة، ناهيك عن الثروات الطبيعية التي حباها الله بها، كل ذلك يجعل من هذا البلد جنة لمواطنيه إن تحققت الهوية الوطنية وتأسست دولة المواطنة.
والله من وراء القصد

________________
* احمد معيوف (أميس انتمورا)
Emes.intmora@googlemail.com
البحث هو موضوع محاضرة للدكتور أحمد معيوف في صالون المنتدى الثقافي العربي في بريطانيا. لندن 15/4/2015

Continue Reading

Previous: مجموعة كتب أمازيغية
Next: شركاؤنا في الوطن – الكورد

مواضيع ذات صلة

اعلان تونس وليبيا0
  • إعلان
  • حوارات
  • ندوات مصورة

ندوة وحوار:: ماذا وراء المطالبة بإعادة ترسيم الحدود الليبية-التونسية؟

admin 21 نوفمبر، 2024
اعلان القاضي زرموح الشحومي
  • إعلان
  • ندوات مصورة

أزمة المصرف الليبي / الأسباب..النتائج.. الحلول

admin 19 سبتمبر، 2024
اعلان أسبوع السجناء
  • إعلان
  • حوارات
  • ندوات مصورة

أسبوع المعتقلين السوريين: 11-21 كانون الثاني/يناير 2024م.

admin 12 يناير، 2024

Translate

أحدث المنشورات

  • قراءة سياسية واقتصادية في أزمات الواقع وتحديات المستقبل في ليبيا
  • ندوة وحوار:: ماذا وراء المطالبة بإعادة ترسيم الحدود الليبية-التونسية؟
  • الزميل خالد الأعيسر وزيراً – ألف مبروك
  • أزمة المصرف الليبي / الأسباب..النتائج.. الحلول
  • دعوة للمشاركة في جامعة بني وليد – ليبيا
  • مخيم الزعتري:Al Za’atari – urban design by refugees
  • عرض وتقديم كُتب وكُتَّاب
  • وثيقة المناطق الثلاث – ندوة وحوار
  • إلغاء الاحتفال السنوي بيوم المرأة العالمي 8 مارس 2024م.

من نحن

الإدارة والإعلام

المجلة الإكترونية

Untitled 1

 لنشر المواد المكتوبة

راسلنا * Contact US

arabicforum.uk@gmail.com

نشاطات سابقة

اعلان
  • إعلان

قراءة سياسية واقتصادية في أزمات الواقع وتحديات المستقبل في ليبيا

admin 18 أبريل، 2025
اعلان تونس وليبيا0
  • إعلان
  • حوارات
  • ندوات مصورة

ندوة وحوار:: ماذا وراء المطالبة بإعادة ترسيم الحدود الليبية-التونسية؟

admin 21 نوفمبر، 2024
تهنئة الاعيسر
  • إعلان

الزميل خالد الأعيسر وزيراً – ألف مبروك

admin 11 نوفمبر، 2024
اعلان القاضي زرموح الشحومي
  • إعلان
  • ندوات مصورة

أزمة المصرف الليبي / الأسباب..النتائج.. الحلول

admin 19 سبتمبر، 2024
  • سجل الأعضاء
  • الإدارة والإعلام
  • بطاقة عضوية
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.